تحمُّل مسؤولية السلوك هو أساس كلّ إجراء إصلاحي. ولإصلاح الطلّاب الضرر الذي تسبَّبوا فيه ينبغي أن تُتخذ في حقهم إجراءات ترتبط مباشرة بهذا الضرر. على سبيل المثال، إذا قام أحدُ الطلّاب برمي الطعام في غرفة الغداء، فيمكن أن يتخذ في حقه/ها إجراء إصلاحيّ لتنظيف غرفة الطعام عند نهاية الدوام المدرسيّ.

إنّ إرساء العدالة الإصلاحية أمر بسيط وفعّال، ويُحسِّن الجوّ المدرسيّ. وإشراك الطلّاب في إرسائها يسمح لهم بتحمُّل المسؤولية الشخصية عن المواقف، والاقتناع بعواقب سلوكهم.

 

عندما نسعى لإصلاح الضرر، نبدأ بطرح سؤالين: من المتضرّر؟ كيف ستُصلح الضرر؟ يجب أن يتوصَّل الطلّاب إلى ما يريدون قوله أو فعله كعواقب، وأن يكونوا مشارِكين راغبين في تنفيذها. يمكنك القيام بذلك من طريق وضع الطالب أمام خيارَين:

1. يمكنك التوصُّل معي إلى تسوية، أو

2. يمكنني أن أتوصّل إلى العواقب التي ستتحمّلها، ولن أتجاوب مع تعليقاتك.

هذا عادة ما يدفع الطالب إلى الرغبة في أن يكون جزءًا من العواقب، وأن يُفيد منها بحسب إمكاناته.

 

تستمد الممارسات الإصلاحية فعاليتها من قدرتها على تحويل كلّ نزاع إلى فرصة تعلُّم. فبدلًا من مجرد تصنيف السلوك السلبي وتحديد عواقبه سلفًا، فإنها تسعى إلى فهم السلوك. وهذا بدوره يضمن أنكم ستأخذون بعين الاعتبار بشكل جماعيّ كلّ العوامل التي كان من الممكن أن تؤدي دورًا في اتخاذ القرار. يركِّز هذا الأمر على الحاجة إلى إصلاح الضرر الناجم عن السلوك. كما أنه يخلق إحساسًا بالانتماء إلى المجتمع المدرسي، ويُعيد إصلاح العلاقات المتضرِّرة من خلال الاستماع إلى جميع الأصوات.

ثمة عنصر مهم جدًّا أيضًا يفسِّر نجاح ذلك، وهو أنه يساعِد الطلّاب على إبداء التعاطف من خلال السماح لمقترف الخطأ بالاستماع، على نحوٍ دقيق، إلى كيفية تأثُّر الضحية و/ أو الأطراف المعنيِّين بالسلوك. إنه لَأمر شديد الفعالية جعل طالب يجلس بمواجهة شخص سبَّب له الضرر، ويعترف بسلوكه، ويسأل عن كيفية "إصلاحه" (إصلاح الضرر).

في معظم الأحيان، ينتهي الأمر باعتذارٍ فقط، لكنه يفتح حوارًا مبنيًّا على الاحترام يتطرَّق خلاله جميع الطلّاب إلى المشكلة.

إذا لم يشعر الطلّاب أنه يُستمعُ إليهم، فقد يرفضون الامتثال للعواقب. ومع ذلك، فإنّ السماح لهم بالمساعدة في تحديد تلك العواقب يشجِّعهم على المشاركة في إصلاح الضرر، والإفادة من التجربة.

 

ما الذي يمكنك القيام به في المستقبل

إذا أخطأت إحدى الطالبات في الفصل الدراسيّ، فاجعَلها تتوصّل إلى عواقب تسمح لها بإصلاح الضرر الذي أصاب الأفراد الآخرين، أو أثَّر سلبًا على جوّ الصفّ، أو على جوّ المدرسة ككُلّ. هذا يخلقُ الفرصَة لتطوير مهارات حلِّ المُشكلات، والاستفادة منها إلى أقصى حدّ.

بادِر. حدِّد الضرر الذي تسبَّبت فيه الطالبة، ولمن. تشمل الأسئلة الأولى التي قد تطرحها ما يأتي:

  • ماذا حدث؟
  • مَن تأثَّر بما فعلتِه؟

 

تعاطَف. يجب على الطلّاب استيعاب وجهات نظر الآخرين لتحديد كيف قد يتأثرون بهم. استخدم الأسئلة ذات النهاية المفتوحة:

  • ما رأيكِ في شعورهم عندما حدث ذلك؟
  • ما هي الطرُق التي تعتقدين أن هذا التصرّف أثّر عليهم؟

 

حلِّل. في مرحلة التحليل، يجب على الطالبة إيجاد طريقة لإصلاح الضرر. من المهم أن تبتكر الطالبة الحلّ بمفردها، بينما تكتفي أنت بتحفيزها. حاوِل استخدام هذه الأسئلة ذات النهاية المفتوحة عند تصميم خطَّة للتعويض عن الضرر:

  • ما الذي تعتقدين أنك بحاجة إلى القيام به لوضع الأمور في نصابها الصحيح؟
  • كيف ستنفِّذين هذه الخُطة لإصلاح الضرر؟
  • كيف يُصلِحُ هذا الضررَ الناجم عن السلوك؟
  • هل يأخذ بالاعتبار كل المتضرِّرين بالسلوك السلبي؟

 

نفِّذ. نفِّذ الحلّ الذي توصَّلتما إليه أنت والطالبة.

 

فكِّر. هذا هو الوقت الذي يمكن فيه للطالبة التعاون مع أولياء الأمور. يمكن للوالدين والطالبة جميعهم إعادة النظر في السلوك السلبي وتأثيره على الآخرين، وكيف توصَّلت الطالبة إلى حلٍّ لإصلاح الضرر، وكيف تمّ تنفيذ الحلّ، وما إذا كان قد أصلحَ الضرر حقًا أم لا. ينبغي لهم أيضًا مناقشة شعور الطالبة تجاه العملية. وفضلًا عن التحدُّث مع أولياء الأمور، ساعِد الطالبة على بناء خُطَّة عمل لمنع تكرار السلوك السلبي.

 

وينشتاين، براد. وماينارد، ناثان. (2022). حلول مبتكرة لمشكلات سلوك الطلّاب في المدرسة. (ترجمة: حماد، نعيم). إصدارات ترشيد التربويّة. ص 58-61.