من معلّمة إلى كلّ زملائها في العالم
من معلّمة إلى كلّ زملائها في العالم
2024/01/08
أسماء رمضان مصطفى | مُعلّمة لُغة إنجليزيّة- فلسطين

من هنا، من قلب قطاع غزّة الصامد، ودّعنا عامنا الحزين بفراق الأحبّة شهداء، نحسبهم كذلك ولا نزكّي على الله أحدًا. من هنا نُصَبّرُ أنفسنا ونتصبَّرُ على مصابنا الجلل. من قلب غزّة اليتيمة لا نزال مرابطين صامدين، نكتب بدماء الشهداء قضيتنا العادلة، ونعزّي أنفسنا بمن فقدنا، "المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، الحرية لأسرانا البواسل، الشفاء العاجل لجرحانا الأشراف" 

من على ركام منازلنا المهدّمة، وأحيائنا المنكوبة بالجملة، من بيوت الصابرين والمحتسبين من غزّة، نبدأ عامًا جديدًا وكلّنا أمل في الله وحده بإحدى الحُسْنيَيْن، النصر أو الشهادة.

نبدأ عامًا جديدًا، وكلّنا أملٌ ممزوج بمرارة الألم، بأنّ القادم لغزّة وفلسطين، كلّ فلسطين، أجمل.

كلّ عام وذوي الشهداء بألف خير، كلّ عام وأسرانا البواسل خلف القضبان بألف خير. كلّ عام وأطفال غزّة بألف خير. كلّ عام وأمهاتنا الصابرات، أمّهات المجاهدين الأبطال، بألف خير. كلّ عام وغزّة مُقَاوِمة باسلة من شمالها إلى جنوبها، بألف خير.

كلّ عام وبيوتنا بيوت العزّ والكرامة مُعمّرة ثابتة، أصلها ثابتٌ وفرعها في السماء. كلّ عام وأهلنا النازحون الصابرون القابضون على الجمر في مقرّات النزوح بألف خير. كلّ عام وطلّابنا الاعزّاء وطالباتنا الحبيبات، ومعلّمينا ومعلّماتنا بألف خير. كلّ عام ومناصرو القضيّة الفلسطينيّة بألف خير.

كلّ عام وأمّتنا العربيّة والإسلاميّة في العالم بألف ألف خير.

عام سيرحل، وسيرحل معه أعزّاء وذكريات كثيرة. اللهم إنّك تعلم أنّ مصابنا في غزّة جلل، وأنت وحدك القادر على كلّ شيء. اللهم عونًا ونصرًا وفرجًا قريبًا نفتتح به عامنا الجديد. 

اللهم ان لم يكن بك غضبٌ علينا فلا نبالي، اللهم منك الأمل وفيك الأمل وإليك الملجأ وحدك دون سواك.

منّي أنا، المعلمة أسماء مصطفى، ومن أطفال غزّة من مراكز إيواء النازحين، إلى العالم الخارجي: كلّ عام ونحن وأنتم بألف خير، جعله الله عامًا سعيدًا هانئًا مفعمًا بالخير واليمن والبركات والسلام.