مجموعة تجوال سفر- فلسطين
مجموعة تجوال سفر- فلسطين

بدأت المجموعة عام 2011 بأوّل تجوال إلى قرية صفّا، قضاء رام الله، بمشاركة ثلاثة عشر شخصًا، ومنذ ذلك الوقت بدأت المجموعة بالتجوّل كلّ شهر. وللمجموعة حلم يتمثّل بتجاوز الحدود في كافّة أنحاء فلسطين التاريخيّة، وتكوين نسيج اجتماعيّ مع كلّ مدن الوطن العربيّ وشبابه.

 

أنسج رحلتي لتتّسع رؤيتي

مجموعة تجوال سفر جزء من مبادرة سفر على مستوى الوطن العربيّ، النابعة من الملتقى التربويّ العربيّ، وشعارها: أنسج رحلتي لتتّسع رؤيتي. وجدت المجموعة أنّ استكشاف أماكن جديدة، وأشخاص جدد، والتفاعل معهم، والدخول في نقاشات وحوارات، والتعبير عن الرأي من أهمّ سبل التعلّم، إيمانًا بأنّ التعلّم لا يتمثّل بحدود المؤسّسة فقط؛ كالمدرسة، أو الجامعة، بل هو أسلوب حياة استكشافيّ واسع مفتوح أمام مهارات وتجارب مُختلفة.

الهدف من تجوال سفر هو التعرّف على الأرض عن طريق السكّان، فهم من يروي القصّة، ويسمع المتجوّلون حكاياته اليوميّة منه مباشرةً عوضًا عن وجود "دليل سياحيّ".

في فلسطين، وجدت المجموعة أنّ السفر داخل حدود البلد الواحد أمرٌ مهمّ للتعلّم، وبناء الشخصيّة، واكتساب المعرفة، مثل إنسان يبدأ باكتشاف نفسه أيضًا، ولأنّ فلسطين لم تزل تحت الاحتلال، قرّرت المجموعة أنّ يكون شعارها "تجوّل في الأرض تمتلكها"، وتعني بالامتلاك الدلالات المختلفة لهذه الكلمة: امتلاك هُويّة الأرض، وتثبيتها هويّةً عربيّةً فلسطينيّةً في مقابل محاولات تشويه الهُويّة، وامتلاكها داخليًّا إذ تشعر بارتباط مع الأرض، كما يشكّل التجوال أيضًا مساحةً لتبادل الكتب، وبعدَ كلّ تجوال تُفتح مساحات التعبير والكتابة عن التجربة والأماكن والأشخاص، بما يدعم ويشجّع التعلّم التشاركيّ بين أفراد المجموعة المتنوّعين المختلفين، وأهل القرى والبلدات والمدن المستضيفة للتجوال، وكذلك، التفاعل مع الطبيعة ومركّباتها المختلفة.

 

تجوّل في الأرض تمتلكها

مجموعة تجوال سفر - فلسطين هي مجموعة شباب فلسطينيّين تتجوّل كلّ شهر مرّةً، أو مرّتين في إحدى قرى أو مدن فلسطين، وفي الغالب يكون برنامج التجوال كالآتي: مسار مشي، وجلسة مع أهل البلد، وأكل جماعيّ، وأغانٍ فلسطينيّة، و"عونة" لأهل البلد (مفهوم شعبيّ أخذ اسمه من العون). يخرج في كلّ تجوال قرابة 100 شخص، وفي كلّ مرة تُستضاف المجموعة من قبل أحد أعضائها في مدينته/ قريته. كما يتضمّن كلّ تجوال عملًا تطوعيًّا تبادليًّا؛ مثل الزراعة، وبناء بيوت الطين، بناء السلاسل، تنظيف عيون الماء، أو حسب حاجة أهل البلد المستضيف. تُعمِّق هذه الأعمال المتعلّقة بالأرض من ارتباط الإنسان بالأرض مقابل الحياة الحديثة/ المدنيّة التي تشغل وقت الانسان بعيدًا عن الأرض، وتفصل ما بينه وبينها. ويتضمّن كلّ تجوال جلسة تجاور، بالمفهوم التعلّميّ للكلمة، مع أهل البلد، وحكاياتهم، والثقافة الشعبيّة، بما يشمل أغانيهم، ومطبخهم، وأمثالهم.

تتبنّى المجموعة مقولة: "عشق السفر لا حُبّ السياحة"، إذ إنّ الهدف يتمثّل بالتعلّم من السفر، ومن تجربة استكشاف الجديد من أماكن وأشخاص، واكتشاف البلد وأهله، وتجربة أن تكون جزءًا من مجموعة كبيرة، بالإضافة إلى التجربة في تنظيم التجوال، أو في استضافة التجوال في بلدٍ ما. يأتي المشاركون الفلسطينيّون من مختلف مناطق الضفّة الغربيّة والقدس والأراضي المحتلّة عام 1948، ما يخلق نسيجًا اجتماعيًّا بين أهل هذه المناطق التي عمل الاحتلال على تفكيك الترابط الاجتماعيّ بينها. ويعتمِد كلّ شيء في التجوال على العمل ضمن مجموعة: تنظيم التجوال، والأعمال التطوعيّة المُختلفة.

المجموعة تسعى للتعلّم من التجربة "تجربة السّفر. ومن هُنا، لكلّ تجوال برنامجه الخاصّ، وتعليمه الخاصّ، إذ يُثمر كلّ تجوال إلى كلّ منطقة مُختلفة نتيجةً تعلّميةً فيها شيء جديد للمُشاركين المتمايزين، فمنهم الروائيّ، والمصوّر، والمدوّن، والكبير، والصغير.

 

العافية نفسيًّا وجسديًّا وفكريًّا

تتّجه مجموعة تجوال سفر نحو تعزيز صحّة الإنسان وعافيته الجسديّة من خلال مسارات مشي أو مسارات درّاجات هوائيّة، ونحو صحّته النفسيّة من خلال التأمّل في التجارب التي يعيشها والتي تريح الإنسان، ونحو تطوير فكره من خلال الحوارات والنقاشات وتبادل الكتب، كما تتجّه نحو احترام الطبيعة بمختلف ممارسات التجوال وفعاليّاته، مختارة الطبيعة على الاستهلاك.